أيها القلب: تهيأ لاستغفار ربك
تيقن أن أخطر المخاطر عليك في دنياك وآخرتك هي ذنوبك...!
واعلم أنك ستمر الآن بكلمات استغفار، إنما هي بحور المغفرة الزاخرة...
فإياك أن ترددها بلسانك ويبقى من دَرَنِكَ في صحيفتك شيءٌ!
يا لها من كلماتٍ لو وافقت قلوباً حيةً؛ عرفت عظمة من عصت وخالفت،
فقالت باستحياءٍ وإشفاقٍ: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الأعراف: ٢۳].
فحذار أن تردد استغفارك وقلبك ذاهلٌ عن عاقبة أمرك إن لم يغفر اللَّه لك...!
غافلٌ عن حقيقة المعاني الكبيرة للاستغفار القادم...!
غافلٌ عن عِظَمِ من عصيت...!
فليهجم لسانك وقلبك معاً على هذا الاستغفار، فقد آن أوان المغفرة، فليس على اللَّه كثيرٌ أن يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر بانتهاء هذا الورد...
أليس اللَّه هو الغفور الرحيم؟