الْحَمْدُلِلهِ الحَيِّ القَيّومِ اَلَّذِي لَا يَنامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنامُ، يَخْفِضُ القِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، تَنَزَّهَ عَنِ السِنَةِ والنَّوْمِ ، وَكَتَبَ عَلَی عِبادِهِ النَّوْمَ ، وَصَلَی اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَی سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الأَطْهَارِ، أَمَّا بَعْدُ:
فَيَا نَفْسُ: صَحيحٌ: أَنَّ النَّوْمَ أَخُ المَوْتِ . . وَأَنَّ النَّوْمَ هوَ اَلْمَوْتَةُ الصُغری!
صَحيحٌ: أنَّ اللهَ سُبحانَهُ جَعَلَ النَّوم آيَةً عُظمی فَقَال: ﴿ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَاۖ فَيُمۡسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَيُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ﴾ [الزمر: ٤٢]
صحيحٌ: أنه الشاهد الأكبر علی الموت، وعلی البعث والنشور . .
صحيحٌ: أنَّ أناساً كثيرون قد عبروا بَرَّ الحياةِ من ضفاف النَّوم إلی أعماق الموت . . رَحَلُوا وَمَا عادوا!
صحيحٌ: إنَّكَ يا روحي وأنت توشكين علی النوم توشكين الآن علی المغادرة في هذه اللحظة أو التي بعدها . .
هَا هو النَّوم يسري من ها هنا . . وَرُوحي نحرج من ها هنا . . لِتَذْهب إلى عَوَالم لا يعلمها إلَّا الله . . !
يا للحيرة: ماذا أصنع؟! ماذا أقول؟! ماذا يناسب هذه الحالة؟!
يا نفسُ: لا تَقْلَقِي! هنا رسول الله . . الرحمةُ المُهْدَاة صلى الله عليه وسلم يعلمني ماذا أصنع؟ ماذا أقول؟ ما الذي يُناسب هذه الحالة، ماذا ينفعني وينفعك لهذا الغيب المُدْلَهِم؟
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لَنْ يُخِيفنا من هذه الحالة الصعبة، إنَّه يعطينا الأمان والضمان لكلِّ احتمال . .
فإِنْ ذهبتِ الروحُ فقد مَهَّدَ لها صلى الله عليه وسلم الطريق إلى الجنة مع الضمان بفضل الله . .
وإِنْ عادت . . عادت إلى الحياة مع الضمان بحفظ الله . .
فهل ترى مثل هذا الضمان ضمان؟